- مقالات سنة 2018
كارثة الحمائلية السياسية: أضرارها وعلاجها
لمؤسساتنا العامة - وعلى رأسها سلطاتنا المحلية- الدور الأساسي في ضمان جودة حياة عالية، وذلك من خلال تزويد خدمات في مجالات حيوية عديدة ومنها التربية والتعليم، الثقافة، البنية التحتية، النظام العام، الرفاه، الرياضة والشباب، العمل وغيرها. لكن هذه المؤسسات -للأسف- لا تنشط من تلقاء نفسها؛ إنما هي منوطة بشكل تام بالموظفين والمدارء القائمين عليها، بحيث تتشكل علاقة طردية بين كفاءات ومهنية الموظفين والمدراء وبين مستوى عمل المؤسسة وجودة خدماتها. بناءً على هذا، فإن انتقاء منتخبي الجمهور وموظفيه حسب العلاقات العائلية، بدلًا من معايير مهنية وموضوعية، لهو محاولة إفشال، ولربما تقويض جدي، لقدرة مؤسساتنا على القيام بمهمتها الأولى، وهي تزويدنا بخدمات ذات جودة عالية. وهكذا، فإنّ المنظومة الحمائلية تضمن للحمولة توظيف أفرادها، وفي ذات الوقت، تصدّر لكافة أبناء المجتمع مؤسسات ضعيفة، تفتقر للمهنية وبعيدةً كل البعد عن تحديات المرحلة.